إنجازات ألمانية جديدة في مجال محاربة مرض فقدان المناعة المكتسبة تجدد الأمل بإمكانية وضع حد لانتشار الفيروس خصوصا في الدول النامية. فقد نجح الأطباء مؤخرا في دفع الفيروس على الانتحار واستئصال جيناته من الخلايا المصابة.
يبلغ عدد المصابين بمرض فقدان المناعة في العالم الأربعين مليون شخص، خمسة وتسعون في المائة منهم يعيشون في البلدان النامية، وقد ناقشت قمة الدول الثماني في هايليغندام سبل محاربة هذه الآفة الخطيرة على مستوى عالمي. وحسب تقرير للواشنطن بوست فإن الرئيس الأمريكي جورج بوش يريد صرف ثلاثين مليار دولار خلال خمس سنوات لمكافحة هذه الآفة. وحتى في بلدان مثل ألمانيا فإن مرض الإيدز ما يلبث يزداد انتشارا ليرتفع عدد المصابين به هذه السنة بأربعة في المائة مقارنة بالسنة التي سبقتها. وصحيح أن ظهور أدوية جديدة ساهمت في الحد من خطورة هذا المرض، لكن الفيروس أثبت أحيانا قدرته على الصمود أمام هذه الأدوية.
إنجازات علمية جديدة
لم يمض وقت طويل على الإنجاز الكبير الذي حققته الباحثة الألمانية في علم الفيروسات كارين مولينغ، والتي استطاعت خلال تجاربها على الخلايا أن تنجح في الدفع بالفيروس إلى الانتحار، وذلك من خلال حقن الخلايا بفيروس جديد طورته الباحثة ويحمل اسم siDNA، هذا الفيروس الجديد يظهر تأثيره بعد ساعات على حقنه بجسم المريض، حيث لا يستطيع فيروس الإيدز المقاومة وينتحر. ومؤخرا حقق باحثون من هامبورغ ودريسدن طفرة بيوتقنية كبيرة في الأبحاث المتعلقة بمكافحة مرض فقدان المناعة المكتسبة. فقد طوروا عملية جديدة تسمح باقتلاع جينات فيروس مرض فقدان المناعة من الخلايا البشرية، ومن أجل تحقيق ذلك طور العلماء إنزيما خاصا، وكما صرح البروفيسور يواخيم هاوبر من مؤسسة هاينريش بيته في هامبورغ بأن العلماء تمكنوا من علاج الخلية المصابة مؤكدا بأن العلماء حققوا ما لم يتمكن من تحقيقه أحد من قبلهم.
علاج المرض خلال عشر سنوات؟
وتركز نتائج البحث الجديدة التي شارك فيه كل من مؤسسة ماكس بلانك لأبحاث الخلايا البيولوجية ومؤسسة دريسدن لدراسة الجينات على تطوير علاج لا يهدف إلى محاصرة تطور الفيروس ولكن إلى علاج ضعف المناعة. ولحد الآن تم النظر إلى مرض الإيدز كمرض لا علاج له حيث يستطيع الفيروس التسلل على الحمض النووي للإنسان المصاب. وقد عمل العلماء على تطوير إنزيم طبيعي يملك القدرة على تقطيع الحمض النووي في مناطق معينة تم إعادة لحمه من جديد ويأمل الخبراء بتطوير علاج للفيروس في ظرف عشر سنين ولحد الآن تمت تجربة الدواء الجديد مع فئران المختبر والآن يتوجب تجربته على المرضى.