نزيهة عضو ماسي
عدد الرسائل : 89 العمر : 44 العمل/الترفيه : موظفة المزاج : متزن تاريخ التسجيل : 03/10/2007
| موضوع: حدود الأخلاق الجمعة فبراير 22, 2008 1:29 pm | |
|
بسم الله الرحمن الرحيم[size=18]
حدود الأخلاق
للأخلاق حد متى جاوزته صارت عدوانا ، و متى قصرت عنه كان نقصا و مهانة
فللغضب حد : و هو الشجاعة المحمودة و الأنفة من الرذائل و النقائص، و هذا عماله ، فإذا جاوز حده تعدى صاحبه و جار، و إن نقص عنه جبن و لم يأنف من الرذائل
و للحرص حد : و هو الكفاية في أمور الدنيا و حصول البلاغ منها ، فمتى نقص من ذلك كان مهانة و إضاعة و متى زاد عليه كان شرها و رغبة فيما لا تحمد إلى رغبة فيه
و للحسد حد : و هو المنافسة في طلب الكمال ، و الأنفة أن يتقدم عليه نظيره، فمتى تعدى ذلك صار بغيا و ظلما و يتمنى معه زوال النعمة من الحسود و يحرص على إيذائه، و متى نقص ذلك كان دناءة و ضعف همة و صغر نفس ، قال صلى الله عليه و سلم : لا حسد إلا في اثنتين : رجل أتاه الله مالا فسلطه على أهلكته في الحق، و رجل أتاه الله الحكمة فهو يقضي بها و يعلمها الناس ، فهذا حسد منافسة يطالب الحسد به نفسه إن يكون مثل المحسود لا حسد مهانة يتمنى به زوال النعمة عن المحسود
و للشهوة حد : و هو راحة القلب و العقل من كد الطاعة و اكتساب الفضائل و الاستعانة بقضائها على ذلك، فمتى زادت على ذلك صارت فهمة و شبقا، و التحق صاحبها بدرجة الحيوانات، و متى نقصت عنه و لم يكن فراغا في طلب الكمال و الفضل كانت ضعفا و عجزا و مهانة
و للراحة حد : و هو اجمام النفس و القوى المدركة و الفعالة للاستعداد للطاعة و اكتساب الفضائل و توفرها على ذلك بحيث لا يضاعفها الكد و التعب و يضعف أثرها ، فمتى زاد على ذلك صار توانيا و كسلا و إضاعة و فات به أكثر مصالح العبد ، و متى نقص عنه صار مضرا بالقوى موهنا لها و ربما انقطع به كالمنبت الذي لا أرضا قطع و لا ظهرا ابقي
و الجود له حدين طرفين : فمتى جاوز حده صار إسرافا و تبذيرا و متى نقص عنه كان نجلا و تقتيرا
ة للشجاعة حد : متى جاوزته صار تهورا ، و متى نقصت عنه صار جبنا و خورا و حدها الإقدام في مواضيع الإقدام و الإجمام في مواضع الإجمام، كما قال معاوية لعمرو بن العاص : أعياني أن اعرف أشجاعا أنت أم جبانا !! حتى أقول من أشجع الناس و تجبن حتى أقول من اجبن الناس
فقال : شجاع إذا أمكنتني فرصة فان لم تكن لي فرصة فجبان
و الغيرة لها حد : إذا جاوزته صارت تهمة و ظنا سيئا بالبريء و إذا قصرت عنه كانت تفاعلا و مبادئ دياثة
و للتواضع حق : إذا جاره كان ذلا و مهانة ومن قصر عنه انحرف إلى الكبر و الفخر
و للعز حد : إذا جاوزه كان كبرا و خلقا مذموما ، و إن قصر عنه انحرف إلى الذل و المهانة
[/size] و ضابط هذا كله العدل، و هو الأخذ بالوسط الموضوع بين طرفي الإفراط و التفريط، وعليه بناء مصالح الدنيا و الآخرة بل لا تقوم مصلحة البدن إلا به فانه من خرج بعض أخلاطه عن العدل و جاوزه أو نقص عنه ذهب من صحته وقوته ذلك ، وكذلك الأفعال الطبيعية كالنوم و السهر و الأكل و الشرب و الجماع و الحركة و الرياضة و الخلوة و المخالطة و غير ذلك إذا كانت وسطا بين الطرفين المذمومين كانت عدلا إن انحرفت إلى احدهما كانت نقصا و أثمرت نقصا.
فمن اشرف العلوم و انفعها علم الحدود و لا سيما حدود المشروع المأمور و المنهي، فاعلم الناس أعلمهم بتلك الحدود ، حتى لا يدخل فيها ما ليس منها و لا يخرج منها ما هو داخل فيها.
قال تعالى { الأعراب اشد كفرا و نفاقا و أجدر إلا يعلموا حدود ما انزل الله على رسوله} التوبة ـ 97
فاعدل الناس من قام بحدود الأخلاق و الأعمال و المشروعات معرفة و فعلا، و لله التوفيق
منقول من كتاب الفوائدا ابن القيم الجوزية |
| |
|
د/سوسو عضو ماسي
عدد الرسائل : 251 العمر : 38 العمل/الترفيه : دكتورة فى الحب تاريخ التسجيل : 01/09/2007
| موضوع: رد: حدود الأخلاق الجمعة فبراير 29, 2008 10:05 am | |
| موضوع جمييييييييييييل شكرا | |
|