وليد الحزيم
ان مرض تهيج الأمعاء والمعروف بالقولون العصبي حالة شائعة تصل الى 15في المئة في الاحصاءات الأمريكية، ومع ان هذة الحالة اذا تم التأكد من تشخيصها لاتتطور الى مضاعفات وخيمة ولا يعرض المصاب الى السرطان او غيره الا انه مرض مزمن قد يؤدي الى نتائج عكسية على الوضع الصحي والنفسي وله تأثيرات ايضا على معدل الغياب ومستوى الإنتاجية سواء في الدراسة او العمل.
وليس معروفا الأسباب التي يمكن ان ينشأ عنها هذا المرض ولكن يعتقد أنه خلل وظيفي ناتج عن زيادة في تحسس الأعصاب المسؤولة عن التحكم في حركة الأمعاء تؤدي الى استجابة جسدية قوية تجاه محتويات الامعاء من اطعمة او افرازات غازية، وقد يؤثر التوتر والأجهاد سلبا على الحالة بشكل عام.
من الأعراض المعروفة لمرض القولون العصبي الآلام او عدم الارتياح في البطن وعادة ما يكون ذلك لمدة شهور او سنوات تكون مصحوبة بنوبات من الامساك أو الأسهال وقد يكون الاثنان بشكل متبادل وفي بعض الحالات يحس المصاب بالانتفاخات المزعجة في البطن، وغالبا ما يكون المصابون بالقولون العصبي يعانون من بعض المشاكل النفسية مثل التوتر والقلق والاكتئاب.
وهناك أعراض يجب التأكد من خلو المريض منها لأنها عادة لا تكون مصاحبة لمرض تهيج الأمعاء مثل نقص الوزن وفقدان الشهية والدوار المصاحب لفقر الدم أو ملاحظة خروج الدم عند التبرز، علما أنه يجب على الطبيب المختص التأكد من خلو المريض من الامراض العضوية وخصوصا في مثل هذه الحالات وايضا عند تواجد تاريخ عائلي بأمراض معينة مثل امراض الامعاء الالتهابية (مرض كرون او التهاب القولون التقرحي) أو السرطان أو ان يكون المريض فوق سن الخمسين، وذلك باجراء الكشف السريري وبعض الفحوصات والاشعات وقد يستدعي الامر اجراء التنظير الداخلي حسب ما يراه الطبيب مناسبا.
ونظرا لعدم وجود علاج قطعي لمرضى القولون العصبي فان الخطوة الأولى هي التعرف على العوامل المحفزة ومحاولت التقليل منها على أن تكون خطة دائمة لحياة الفرد وليست حلاً مؤقتاً وهذا قد يتطلب جهداً ليس سهلا على عاتق المريض لكن ثماره تكون جيدة في كثير من الاحيان.
واليك عزيزي القاريء بعض التوجيهات التي قد تساعد في الحد من اعراض القولون العصبي :
1- الاكثار من شرب السوائل لمن يشتكي من حالات الامساك المزمن المصاحبة.
2- زيادة نسبة الأطعمة النباتية والألياف بشكل تدريجي (الا أنه في بعض الحالات قد تزيد الألياف من أعراض المرض بسبب الغازات الناتجة عن تخمرها).
3- قلل من النشويات (مثل الارز والخبز والبطاطا) لأنها تنتج كميات كبيرة من الغازات في الأمعاء اثناء عمليات الهضم.
4- التقليل من الدهون والمشروبات الغازية والكافيين لأنها تزيد من هيجان القولون.
5- تناول الوجبات وفقا لمواعيد محددة يساعد على انتتظام عملية الهضم ويقلل من تقلصات الأمعاء.
6- ممارسة الرياضة بقدر نصف ساعة ثلاث الى اربع مرات في الأسبوع يساعد على تحفيز تقلص الأمعاء ويقلل من الأعراض المصاحبة كما يحد من الشعور بالتوتر والاكتئاب.
7- وهناك بعض الأدوية التي يمكن استعمالها بدون وصفة طبية الا انة يجب عدم الاكثار منها او الاعتماد عليها لما قد تسبب من مضاعفات جانبية، وهذة الأدوية منها مضادات الاسهال (لوبيراميد - بزموث) اما الألياف الطبيعية فتستعمل للتخلص من الامساك منها ولكن يجب ان يصاحب ذلك اخذ كميات كبيرة من الماء حتى لا تؤدي الى الامساك وذلك لقوة امتصاصها للسوائل.
علما بأن استشارة الطبيب المختص أمر ضروري حتى يتم التأكد من التشخيص اولا ومن ثم متابعة العلاج ببعض الأدوية الموصوفة من ملينات مالحة (Milk Of Magnesia) والمسهلات المنبهة (Dolcolax) كما ان هناك بعض الأدوية مثل (الألوسيترون)وهومضاد للمستقبلات العصبية حيث يزيد من استرخاء عضلات القولون ويمكن استعمال مضادات الاكتئاب مثل (Elavil، Prozac، Paxil) ولها فاعلية على المدى الطويل فهي لا تعطى الا في الحالات المزمنة على ان تؤخذ بانتظام وقد يستدعي الامر الاستعانة بأحد اللأطباء النفسيين في بعض الحالات المستعصية من القلق والاكتئاب.
وختاما مازالت الابحاث جارية في مجال علاج القولون العصبي مع كثير من التطبيقات والادوية التي ماتزال تحت الدراسة، تمنياتي للجميع بالصحة والعافية.