بسم الله الرحمن الرحيم
إذا أغرورقـــت عيناي أسبل منهما إلي أن تغـــــيــب الشٌٌٌٌٌٌٌََعريان بُكائيا
لذكرى حبــــيب منذ أن هجرتـــــه أُعد له بعد الــــــــتلاقي تــلاقــيا
هكذا قال أحد الشعراء
فشاعرنا يشكو من كثرة بكائه و إسبال دموعه حتى يغيب نجم الشعريان في السماء،
و ذلك لذكرى حبيبته، فهو يُعد ليوم لقاه بها.
ففقدان الحبيب مدعاة لكثرة البكاء ولا شك.
ولا يجد شاعرنا طريقة لتعبيره عن مشاعره أكثر صدقاً من دموعه.
و هو صادق فالدموع هي أصدق و أوضح وسائل التعبير عن مشاعر الإنسان.
ولكن لماذا ولمن نبكي؟
قد يبكي المرء أحياناً لفقدان حبيب أو موت قريب أو من شدة الفرح.
كما قال صلى الله عليه وسلم (إن القلب ليحزن و إن العين لتدمع).
و قد تبكي من خشية الله.
(عينان لا تمسهما النار: عين بكت من خشية الله و عين نامت تحرس في سبيل الله).
وذاك هو بيت القصيد.
فإذا كنت من أصحاب الهمم العالية، فابكي لمن بيده ملكوت كل شيئ، من لا تستغني عن رضاه.
قف في جوف الليل ادعوه و ابكي له، اُطلب رضاه، حيث تشعر بمحبته و لذة مناجاته.
نعم هي لذة ليس لها مثيل، هي نعيم الدنيا ولا شك.
و تذكر أن من تقلب في الحرير و انغمس في ملذات الحياة،
لم يذُق أطيب لذات الدنيا و نعيمها ألا و هو القرب من الله سبحانه.
كُن كشاعرنا مسبلاُ للدموع لطلب رضا محبوبك.
و لكن ليس إلي أن تغيب الشعريان كما قال:
بل آناء الليل و أطراف النهار.
و أعد له بعد التلاقي تلاقيا يوم لقاء البشر بخالقهم للحساب (يوم التلاق).
إننا نسير و نمضي في حياتنا تُلهينا الدنيا عن ديننا،
نتكاسل عن صلواتنا و نهمل ادعيتنا و نترك قربات تُقربنا إلي الله.
ولكن نعود لطلب رضاه.
و ما أصدق من بكائنا بين يديه دليلاُ لمحبته و خوفه.
أسئل الله لي ولكم أن يتقبل صالح أعمالنا .
اللهم إننا نعوذ بك من قلب لا يخشع و من عين لا تدمع و من دعوة لا يستجاب لها.