كشفت احدى الدراسات في بريطانيا ان الامهات العاملات ياتين في المقدمة ضمن النساء اللواتي يتمتعن بصحة جيدة، فيما تعتبر ربات البيوت الاكثر تعرضا للاصابة بالسمنة.
وقام الخبراء بدراسة عينة من 1200 امراة منذ سن ال 15 عاما حتى بلوغهن سن ال 54 في دراسة نشرتها مجلة علم الاوبئة وصحة المجتمع.
وافادت نتائج الدراسة الى ان ما يقرب من 23 % من النساء من ذوات الادوار المتعددة يعانين من السمنة، مقارنة ب 38 % في صفوف ربات البيوت.
وقال فريق الباحثين ان النتائج اظهرت ان مظاهر الاجهاد على المدى القصير بتقلد ادوار متعددة تقابلها امتيازات صحية على المدى الطويل.
واعتمد الباحثون على معطيات لنساء شاركن في الدراسة المتعلقة بالصحة والتنمية التي قام بها المجلس الطبي الوطني والتي رصدت تطور صحة الرجال والنساء في بريطانيا من الذين ولدوا عام 1946.
وتم استطلاع صحة النساء البالغات من العمر 26 عاما و54 عاما من خلال استبيان معد لهذا الغرض، فيما تم تجميع المعطيات الاخرى المتعلقة بتاريخ العمل والحالة العائلية والتاكد من وجود الاطفال عن كل فترة عشر سنوات منذ اواسط العشرينيات من العمر.
كما تم قياس اوزانهن وطولهن على مدى فترات زمنية منتظمة.
اختلاف انماط العيش
وقد اظهرت نتائج تحليل المعطيات انه ببلوغ سن الرابعة والخمسين، فان النساء اللواتي سبق لهن ان كن شريكات وامهات وموظفات قلما يشتكين من متاعب صحية مقارنة باقرانهن اللواتي لم يقمن بهذه الادوار الثلاثة مجتمعة.
اما النساء اللواتي ظللن ربات بيوت طوال حياتهن او معظمها دون تولي اي عمل خارج البيت، فانهن كن في الغالب يشتكين من تردي اوضاعهن الصحية، تليهن في ذلك الامهات العازبات فالنساء من غير اطفال.
كما ان ارتفاع الوزن سجل بشكل متسارع عند ربات البيوت.
وقال فريق الخبراء الذي تقوده الدكتورة ان ماكمان ان النتائج تظهر ان الصحة الجيدة هي نتيجة لتقلد المراة ادوارا متعددة وليست هي السبب.
واضافت الدكتورة ماكمان: " الدراسة تؤكد ان النساء اللواتي يجمعن ما بين الوظيفة والامومة والمعاشرة المستقرة يتمتعن في النهاية بصحة جيدة."
واشارت الى ان النساء اللواتي يلازمن البيوت يملن الى زيادة الوزن لكونهن قليلا ما يمارسن الرياضة ويتناولن كما اكبر من الطعام ربما بسبب انهن يقمن باعداد وجبات منزلية وياكلن ما تبقى من طعام ابنائهن.
وقالت الدكتورة ماكمان ان الدراسة ركزت على جيل معين من النساء، الا ان نتائجها والعبر المستقاة منها تظل قائمة بالنسبة للجميع.
واضافت ان الدراسة " تظهر انه ينبغي علينا ان نشجع المراة على الانخراط في سوق العمل الى جانب دور الامومة. وان النتائج الصحية طويلة المدى للام العاملة تعوضها عن الاجهاد المؤقت الذي قد تشعر به."